{ أهمية الأذكار اليومية }
بسم الله و الحمد لله و
الصلاة و السلام على رسول الله و بعد: تعلمون يا أحبابي أهمية أذكار المساء
والصباح وهي كثيرة جدا من الصعب إيراد جميعها ولعل الكثير منها قد مرعيكم اثناء
الدراسة كما انه يوجد كتب ومطويات فيها أذكار مفيدة جدا ويمكن تنزيل بعضها في
الأجهزة التي بأيديكم ولو أنه تم اكتشاف علاج وقائي لبعض الأمراض الخطيرة المنتشرة
حاليا لحرص الجميع على معرفته واستخدامه وقت الضرورة فكيف لا تحرصون على معرفة ما
يقيكم بإذن الله من اسوء الأمراض و أخطرها ومما يحسن ذكره هنا أنه لا يشترط
الطهارة للأذكار والأدعية فيجوز للمحدث والجنب والحائض والنفساء الإتيان بأذكار
المساء والصباح وعند النوم حتى وإن كان فيها آيات من القرآن الكريم ما دامت النية
في قراءتها الدعاء والذكر والتحصين وليس فيها مس للمصحف.
ومما يدل على عدم اشتراط الطهارة فيما أريد به الذكر والتحصين حديث أبوهريرة"إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ ... الحديث" وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمره بالطهارة وكذلك حديث الأشجعي عن أبيه أنه قال يا رسول الله علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي قال: " اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك" ولم يرد ما يدل على أمره بالطهارة وقد كتبت هذا الموضوع في التاريخ الآتي ولم أورد شيء من الأدلة لأطلاعي على ذلك سابقا ولله الحمد ولكني رأيت أيراد بعضها الآن للاطمئنان. ومما قاله العلماء في هذا الشأن إن الأمر بالطهارة لكل من أراد أن يقرأ شيء من القرأن فيه ما فيه من المشقة مثل من يريد أن يستشهد بآية من آيات المواعظ والأحكام.
* ومما ينبغي التنبيه عليه
ان البعض قد يتحرج من العمل بالأذكار والتحصينات المشروعة وهو مقصر في بعض ما فرض
الله عليه وهذا ما يود الشيطان الظفر به من المؤمنين ليقنطهم ويثبطهم عن العمل بما
شرع الله ورسوله وقد حذر السلف رحمهم الله من مثل هذا الشعور وفي القرآن الكريم
قوله تعالى{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}وقال صلى الله عليه وسلم(والذي نفسي بيده لو
لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم) ويا
وجلي أن يفهم هذا فاهم من اصحاب الفهوم المعاصرة
أنه دعوة للإنغماس في المعاصي بنية مسحها فيما بعد بالتوبة والإستغفار وقد حذر
سبحانه اشد التحذير من تبييت النوايا القبيحة واتفق الناس على محاسبة من وقع منه
فعل مع سبق الترصد والإصرار وتعارفوا على مسامحة المخطي غير العامد فيما يظهر لهم
فكيف بمن يعلم السر واخفى وعن بن عباس رضي الله عنهما (لا كبيرة مع الإستغفار ولا
صغيرة مع الإصرار). وربما قال البعض أنا لا أستيقظ في الوقت الذي تشرع فيه الأذكار
وهذا أيضا من الجهل بأحكام الشرع فإن أول ما يجب على المستيقظ من النوم قضاء
الصلوات الفائته لقوله صلى الله عليه وسلم(من نام عن صلاة أونسيها فليصليها إذا
ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) وقال صلى الله عليه وسلم لصفوان السلمي عندما عابته
زوجته بأنه لا يصلي الفجر حتى تطلع الشمس (وأما أنت يا صفوان فإِذا استيقظت فصل)
فإذا صحت الصلاة عند الضرورة بعد خروج وقتها فما سواها من باب أولى علما بأن وقت
أذكار الصباح يبدأ مع شروق الشمس إلى قرب الزوال ووقت أذكار المساء من بعد الزوال
إلى غروب الشمس والأفضل ما بين الشروق إلى الضحى وما بعد العصر إلى قبيل
الغروب لقوله تعالى{واذْ كُرْرَبَّكَ كَثِيرًاوَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ
وَالإِبْكَارِ} قال القرطبي في تفسيره :العشي من بعد الزوال إلى الغروب والإبكار
من طلوع الفجر إلى الضحى. هذا فيماعدا الأذكار والأدعية المقيدة بعقب الصلوات المفروضة.
وأكمل أحوال الذاكر وأرجاها للإجابة أن يكون على طهارة وأن يبدأ بالتوبة
وبالاستغفارقبل كل شيء ثم الثناء على تعالى بما هو أهله والصلاة والتسليم على النبي صل الله عليه وسلم وأفضل وأشمل صيغ الإستغفار حديث
سيد الاستغفار( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك
ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ وابوء بذنبي فاغفر لي
فإنه لايغفرالذنوب الا انت ) رواه البخاري وحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال (استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم
واتوب اليه ثلاثا غُفرت ذنوبه وإن كان فرمن الزحف) اخرجه الحاكم وصححه الألباني. وشرط الإنتفاع بالأدعية والتحصينات أن يكون الداعي مقبلا على الله بقلبه ولسانه
وفي الحديث (إن الله لايقبل دعاء من قلب لاهِ) وان يكون موقنا بالإجابه لحديث
(ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة) وأن يكون مؤمنا بقضاء الله وقدره معتبرا بأن
تلك التحصينات ما هي إلا أسباب شرعها الله ورسوله لتطمئن بها قلوب المؤمنين مع
علمهم ويقينهم أن الأمر لله من قبل ومن بعد وفي الحديث "لا يغني حذر من
قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان
إلى يوم القيامة"رواه الحاكم وحسنه الألباني ومن فوائد الأخذ بالأسباب ألا
يلوم الإنسان نفسه في حال حصول مكروه لا قدر الله فيقول لو فعلت كذا لكان كذا.
وكذلك إذا اصابه مكروه بعد الأخذ بالأسباب يحتسب أجر ما أصابه عند الله وأنه لم
يصاب عن غفله فيرضى بقضاء الله وقدره وهذا قمة الفوز والسعادة {ذَلِكَ فَضْلُ
اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} فعليكم ان
تحرصوا على ما ورد من أذكار المساء والصباح لا سيما آية الكرسي وسورة الإخلاص
والمعوذتين وآخر آية من سورة التوبة تحافظون على قرائتها مساء وصباح وعند
المهمات فإنها بمشيئة الله حصن حصين لمن حافظ على قرائتها بيقين وإخلاص وحضور قلب
والأفضل أن تجعلونها في جوالاتكم وتحرصون على حفظها غيبا وتحفظونها من عقل من
أبناؤكم أسأل المولى عز وجل ان يُعينُنَا على ما ينفعنا في ديننا ودنيانا وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد الله رب العالمين
ومما يدل على عدم اشتراط الطهارة فيما أريد به الذكر والتحصين حديث أبوهريرة"إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ ... الحديث" وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمره بالطهارة وكذلك حديث الأشجعي عن أبيه أنه قال يا رسول الله علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي قال: " اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك" ولم يرد ما يدل على أمره بالطهارة وقد كتبت هذا الموضوع في التاريخ الآتي ولم أورد شيء من الأدلة لأطلاعي على ذلك سابقا ولله الحمد ولكني رأيت أيراد بعضها الآن للاطمئنان. ومما قاله العلماء في هذا الشأن إن الأمر بالطهارة لكل من أراد أن يقرأ شيء من القرأن فيه ما فيه من المشقة مثل من يريد أن يستشهد بآية من آيات المواعظ والأحكام.
ملاحظة:
هذه النصيحة موجهة لأبنائي وأحببت نشرها في المدونة للإفادة. 15-3-1436هـ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق