"ناطح الجبل"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
* اكتب هذه الكلمات وان كنت أجدني غير مؤهل للكتابة ولكن اكتب واكتب
والألم يعتصـرني للشعور بالعجز عن فعل شيء لنصرة محمد صلى الله عليه وعلى
اله وسـلم وإني لأعلم أن محمدا لا يضره كيد الكائدين ولا استهزاء المستهزئين وقد
قال ربه عز وجل(إنا كفيناك المستهزئين1* ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا 2* وسيعلم الكفار لمن عقبى
الدار3* جهنم يصلونها وبئس القرار4*) محمد صلى الله عليه
وسلم أعداؤه أربعة كافر ملحد أو مشرك جاهل أو منافق مخـادع أو حاسد حاقد. محمد صلى
الله عليه واله وسلم كالجبل الأشم الشامخ لا تهزه الأعاصير ولا تكلمه مخالب القردة
ولا الخنازير. محمد صلى الله عليه وسلم صاحب القلب الرحيم والخلق القويم وصفه
الخبير العليم بقوله (وإنك لعلى خلق عظيـم5*)آية ( ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك6*)آية (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ7* )آية. محمد صلى الله عليه واله وسلم صاحب مبادئ سامية وأخلاق عاليه
يقابل الإساءة بالإحسان يعفوا عن الجاهل ويعاتب العاقل. و يوقر الكبير ويلاطف
الصغير ويعطف على المسكين والفقير, محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يكن فاحش ولا
متفحشا 1(ومتى عهدتيني متفحشا يا
عائشة)حديث2(إن الله ليبغض الفاحش
البذيء)حديث,محمد صلى الله عليه
وســــلم 3 (لم يكن سباب ولاطعان ولا لعان ولا شتام ولا صخاب في
الأسواق)حديث محمدا صلى الله عليه 4( كان خلقه القرآن)حديث محمد صلى الله عليه وسلم شرح الصدر رحب
المحيى عليه مهابة الملوك وفيه تواضع الأولياء من رآه أحبه لأول وهلة. لا يغضب
لنفسـه ولا ينتقم لها ولكن يعفو ويصفح عن من أساء إليه ويقبل العذر ويربى بنفسه عن
معاقبة السفهـاء انهال عليه احد العميان يسبه ويشتمه فهم به الصحابة رضي الله عنهم
فقال لهم صلى الله عليه وسلم: 5(دعوه فان هذا أعمى البصر أعمى البصيرة). من أراد أن يعرف محمد صلى الله عليه واله وسلم فليقرأ رسالته
وسيرته وليوازن بين الايجابيات وبين ما يرى انه من السلبيات.
محمد صلى الله عليه وسلم يحب ويحترم جميع الرسل
والأنبياء ويأمر أتباعه بمحبتهم والإيمان بهم وبرسالاتهم عليهم الصلاة والسلام.
وينهى عن التفضيل بين الأنبياء. قال صلى الله عليه وأله وسلم6(لا تفضلوني على يونس بن متى) 7وقال صلى الله عليه وسلم(لا تخيروني على موسى).وقال صلى الله عليه
وسلم 8(نحن معشر الأنبياء أولاد
علات - أي إخوة أبناء ضرائر - شرائك بلهجتنا ) وقال صلى الله عليه
وسلم 8:(أنا أولى الناس بعيسى
ابن مريم في الدنيا والآخرة). محمد صلى الله عليه وسلم عظيم من أعظم عظماء البشر شهد بهذا
العقلاء من كل الأمم. والعظماء لا يؤثر في أشخاصهم ولا في مبادئهم السـب أو
الشـتم إلا كما يؤثر ناطح الجبل برأسـه وقد أحسن الناظم بقوله:-
( يا ناطح الجبل العالي ليوهنه
أشـفق على
الرأس لا تشــفق على الجبلي)
لكن يحز في النفس التطاول على العظماء لاسيما الأنبياء
لإتفاق جميع الفضـــلاء على شرفهم وكرامتهم عليهم الصلاة والسلام ولاشك أن ما بدر
من أبناء الشـعب الدنمركي والنرويجي في حق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم
غلطة وإساءة لها وقعها في نفوس المسلمين من الصعب محو آثارها بحفنة اعتذارات منمقة
او بصفقات تجارية. وسـبب الاستخفاف بالرسل والأنبياء عند الغربييـن ومن تلحف
بلحافهم يرجع إلى عدة أمور:-
أولها:أن الشعوب الغربية
انشغلوا بزخارف الحياة الدنيا وزينتها وابتعدوا عن التعاليم الدينية وأفسحت لهم
الحرية مجال الانغماس في مستنقع الشهوات حتى عميت قلوبهم وانطمست ضمائرهم وظنوا
بأن الحرية ترفع عنهم قلم التكليف والمؤاخذة فأنخلع الحياء من شيمهم وقيمهم وانحلت
أخلاقياتهم وبالتالي لم يعد لهم مرجعية دينية أو خلقية مؤصلة بأصول شرعية تفرق بين
الحسن والقبيح و (من لا يستحي يفعل ما يشتهي){أولئك لا خلاق لهم8* أولئك كالأنعام بل هم أضل9* فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون10*الذين كذبوا بالكتاب وبما
أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون11* إذ الأغلال في أعناقهم
والسـلاسل يسحبون12*
في الحميم ثم في النار يسجرون13*
تلفح وجوههم النار ومهم فيها كالحون 14*}.
ثانيا:الجهل بمنزلة الرسل والرسالات جعل الغطاريش من الغربيين يحكمون على
الإسلام بأفعال رعاع المسلمين ظانين بان أولئك يتصرفون وفق صكـوك كصكوك الغفران
التي يصدرها الباباوات والله المستعان.
ثالثا:أُشعر الغربيون بحكم ما وصلوا إليه من العلوم الصناعية والتقنية
المعاصرة بأن لهم فضل على العالم العربي والإسلامي فصاروا ينظرون إليهم بمنظار
العائل المتكبر (الفقير المغرور) وليس هذا الوصف ببعيد عن حال المسلمين.
والله المستعان.
فحال المسلمين اليوم أمر يندى له الجبين قوم أهل رسالة سماوية تحمل
توجيهات ربانية تبشير وتحذير أوامر ونواهي قصص وعبر آداب وأخلاق نظام ودستور
متكامل لا يوجد على وجه الأرض دستور مثله في متناول الجميع يخاطب الراعي
والرعية بلغة واحدة دونما تمييز أو تخصيص ساد به المسلمون عندما أحسنوا الاستمساك به
فلما أخذت طوائف منهم تحيد عن صراطه وآخرون بالغوا وغلوا في جنابه تضعضع أمرهم
واختلف رأيهم فحصل بينهم من الفرقة ما حصل فلو نظرنا مثلا في مسيرة العالم
العربي والإسلامي على مدي أواخر القرن العشرين الماضي نجد أن بعض سلوكياتهم
وتصـرفاتهم ألبت عليهم الأعداء من هنا وهناك وجلبت لهم المقت والخذلان والمآسي
ونشير هنا إلى بعض النقاط السلبية باختصار من باب التنبيه على الخطأ لأجتنابه:-
أ- الخطاب الديني:- لقد اتصف الخطاب الديني لدى المسـلمين بالعداء
المعلن ليلا و نهار عبر كل الوسائل وفي كل المناسبات ومن اطهر الأماكن
المقدسة في جميع إرجاء العالم ضد أتباع الديانات الموجودة على أرض الواقع لا
يفرقون بين ما ينسب إلى بعض أنبياء الله ورسله وبين ما لم يكن كذلك فانعكس ذلك
سلبا على أهداف الإسلام السامية إذ من البديهي أن تبادلهم الأطراف الأخرى
بنفس الشـعور والحذر قبل أن تتعرف على سماحة الإسلام و محاسنه.
ب-
السياسـة الخارجية للدول العربية والإسلامية مغايرة تماما لمنهج أصـحاب
الخطاب الديني فنتج من هذا التناقض في نظر أصحاب النظر الضيق قيام جماعات المعارضة
الداخلية القديم منها والحديث باسم الدين تتجهم في أقوالها وتتعسـف في أفعالهـا
تكفر وتجرم كل من خالفها الرأي كأن الإسلام يتيم وهم أوصيائه الأجدر
بولايته ورعايته دون من سواهم والله المستعان.
ج -
قيام جماعات منفصلة عن الولاية العامة تحت مسمى الجهاد أنحصر فكرهم في باب واحد
فخلطوا بين المصالح والمفاسد واساؤا من
حيث نظنوا انهم يحسنون وقنعوا وجه الإسلام بقناع يحير العقول وتنخلع منه القلوب
والله المستعان.
د -
تسلط بعض زعماء العرب والمسلمين على شعوبهم مما فتح ثغرة لأصحاب الأحقاد والمطامع
للتدخل المبطن تحت مسميات براقة تبهر الناظر وتدغدغ المشاعر فخنع
لها المغرور ونظنها عزوة المغلوب فكان ما كان خمج صافي
الإسلام من هذه الأبواب والله المستعان وأخيرا نقول: عذرا يا رسول الله فلقد
أسـاءت إليك أمتك من حيث ظنوا أنهم يحسنون.عذرا يارسول الله فلقد جرت إليك أمتك
الإساءة من حيث يشعرون أو لايشعرون. عذرا يارسول الله فان الجاهلون يخطئون في حقك
وهم جاهلون فكيف بمن يخطئون في حقك وهم يعلمون.{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ
أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}صلى عليك ربك وسلم يارسول الله محمد وصحبك وآل البيت أجمعين والحمدلله رب العالمين}
إبراهيم بن علي بن مفرح
الهلالي
المملكة العربية السعودية - جده
17-1-1427هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق