الخميس، نوفمبر 19، 2015

وادي حلي

 معلومات نادرة عن جغرافية وادي حلي
  إن لوادي حلي وسيوله من القصص ما لا يوجد لغيره من أودية تهامة عسير فيما أعلم فمالسبب؟ هناك مقولة مشهورة"وادي حلي تسعة وتسعين واد من غير مغزلات الشعايب" فما صحة هذه المقولة. أرى أنها صحيحة بحكم خبرة الأولين فربما قد ترحلوا فيها واحد تلو الأخر مع أنني لم اجد خارطة تبين عدد روافده بصفة معتمدة بالرغم مما له من القصص وذلك لقلت هواية الناس حواليه في الرحلات الإستكشافيه أو لعدم أهمية هذا الأمر في نظرهم فجمعت ما تيسر لي عن جغرافيته اذا صحت لي التسمية مع العلم أنني غير متخصص وهذا ما توصلت إليه وتأكد لي صحته وهو موافق للمثل القائل "اذا عرف السبب بطل العجب: 
          وادي حلي يعرف بهذا الإسم من أعالي تُرَعه جنوب محافظة محايل عسير إلى مصبه في مزارع ساحل حلي على الشاطي الشرقي للبحر الأحمر وكان إلى وقت قريب الجزء العلوي منه من جنوب محايل إلى غربها على إمتداد حوالي 25كم نهرا جاريا من يراه لأول مرة يظنه سيلا وبين عشية وضحاها نضب ماؤه وتوقف جريانه بفصة شبه مفاجئة لو حصل مثلها لبعض انهار العالم لعقدت لذلك المؤتمرات. كما أن وادي حلي اطول اودية تهامة عسير واشهرها واكثرها تعرجا واكثرها سيلا خلال العام الواحد وذلك لأحتوائه على ثلاثة ارباع تهامة عسير وأكثرها أمطارا على مدار العام بعرض يبلغ حوالي "90كم" ما بين بارق شمالا والشعبين جنوبا وروافده الريسية تقارب المئة وادي أو تزيد بعضها تسيل في العام عشرات المرات إذ تأخذ مساقط الامطار من الواجهة الغربية لقمم جبال السروات من النماص شمالا إلى العوص جنوبا فمن المشال وادي شري في بلاد بارق الذي تنحدر أعلى روافده من الشعاف الغربية والجنوبية لجبال النماص وتنومه ببلاد بني شهر وتلك المناطق معروفة بكثرة الأمطار وهي أقصى روافد وادي حلي من جهة الشمال الشرقي وأقصى روافده من الناحية الجنوبية الشرقية وادي العوص المنحدر من أعالي منتزهات السودة بأبها مع عقبة الصماء في بلاد ألع والشعبين جنوبا ثم يتجه غربا في تعرجات تفوق الوصف إلى ان تصب مياهه في ثاني أشهر مزارع لحبوب الذرة الحمراء على ساحل البحر الأحمر بعد رحلة طويلة تقارب "159كم" بحساب الخط المستقيم " وقد كان يُفرح أهل تلك المزارع والقرى الساحلية بسيوله المنقولة الغامرة في أشد فصول السنة جفاف وحرارة ؛ وبالمقابل فقد أبكى عيون الكثير منهم بمداهماته الليلة ولا زلت اذكر ما كانت تحكيه والدتي يرحمها الله عن مداهمته لهم آخر الليل في أحد التجمعات الموسمية قرب مزارع الوادي وتصفه بوصف يفوق التخيل أراه يتزامن في الفترة والوصف مع سيل ثلوثان 1367هـ والله أعلم هذا حلي في الماضي أما الآن فقد جفت عيون أهله واكتحلت به الجبال وأصبح يختزن أكبر بحيرة مائية سطحية على مستوى المملكة في أقل من أربع سنين وقد وصفه احد شعراء بني هلال بوصف من واقع الحال  بقصيدة " زمل" باللهجة الهلالية فقال:

 وادي حلي لسال والمُعرض تكبرا     
                                         سقا خبوت وهلها في الوقت مسنيه

توطي سيولة من جبال الشرق مفرع                 
                                           يلمع لو البارق وتحت النوظ مسريه        

   ومن روافد وادي حلي الكبيرة وادي تظبي وهو من أودية تهامة  ومن أكثرها سيلا في المواسم الممطرة لا يكاد يمر المار مع الخط الجديد الرابط بين البرك ومحايل إلا ويجده سائلا 
وذلك لكثرة روافدة وتشعبها في تهامة فأحدها ياخذ مساقط الأمطار من سلسلة جبال تحف بخميس البحر من الواجهة الغربية والآخر يأخذ مساقط الأمطار من الواجهة الشرقية لسلسلة جبال تحف بذرى من بلاد بني هلال وهذه مساحة شاسعة جدا ومن عجائب الطبيعة أنه بعكس جميع أودية تهامة يسيل من جهة الغرب إلى جهة الشرق مسافة طويلة ثم يأخذ في الإنحدار شمالا ويوجد فيه منحدر ضيق بين جبلين ربما لا يتجاوز عرضه عشرة أمتار مناسب جدا لإنشاء سد  خرساني في بقعة خالية من السكان ما بين ظهرة المقص وخط الإسفلت غرب السر قرب محايل عسير قد لا يكلف من المال والجهد إلا القليل. وكتب هذه المعلومات/ ابراهيم بن علي مفرح الهلالي 22-1-1437هـ. وهذه  صورة بالقوقل لسد وادي حلي.   


                                ارتداد الماء من الغرب إلى الشرق يقارب 5كم حسب هذه الصورة.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق