اســأل نفسك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وبعد فأن المتأمل في أحوال
كثير من المسلمين يرى العجب العجاب وأشد الأمور غرابة وحسرة من تجده شديد
الحرص على ونوافل الأعمال ولكنه لا يتحرز عن بعض المحظورات التي قد تأكل الحسنات
اكل النار الحطب لاسيما في جانب الغيبة والنميمة والكسب والتعامل مع الآخرين مادام
في ذلك تميز له ومصلحة خاصة أو فيه نوع من التشفي أو حتى لمجرد التفكه وقد تجد بعض
من هذا دأبه يسر بما يشاهده من اخطاء الأخرين أو يصغي سمعه لما يشاع عن هذا او ذاك
ليتخذ من كل ما تصطاده شباكه مأدبة يتصدر بها مجالس الأكلة من أمثاله ولهذا اطرح
عليك أخي الكريم وعلى نفسي جملة من الأسئلة المختصرة للتذكير لتصارح بها
نفسك أين أنت من شمولية تعاليم الإسلام وأرجو أن لا يمنعك اختلاف وجهات النظر عن
الاستفادة مما أقدمه لك بالدليل فلا فضل لي في ذلك سوى جهد الجمع والترتيب و الله هو
الهادي للحق لا يهدي للحق سواه.
السؤال
الأول:- هل تحب لإخوانك ما تحب
لنفسك من الخير؟ نعم( ) لا ( ).
قال صلى الله عليه وسلم:1(والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخيـر) رواه احمد بهذا اللفظ
وراه النسائي. اختبر نفسك من الداخل فإن كنت تحب لإخوانك المسلمين ما تحبه لنفسك
فأنت إن شاء الله على خير كثير ومن ذوي الإيمان وإلا فانتبه فانك على خطر عظيم؟
ولا يعني أن محبتك الخير لإخوانك المسلمين أن يشاطروك في مالك وممتلكاتك ليس هذا
هو المقصود بل تحب لهم بقلبك ولسانك ما تحبه لنفسك من الخير وسعادة الدنيا والآخرة
وتكره وقوع الشر لهم كما تكره وقوعه لنفسك وتبذل ما تستطيعه من مالك وجهدك
للمحتاجين من ذوي القربى أولا ثم لسائر المسلمين قدر المستطاع فإن لم تستطع
فليسعهم منك بسط الوجه وحسن الخلق. قال صلى الله عليه و سلم:2(أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق. رواه مسلم.
وبالمقابل قد تجد من تحسن إليه بأنواع الإحسان وكأنك تذر في عينه الرماد لا يشكر
ولا يذكر قد يألفك بعض الحيوانات وأنت تحسن إليه تارة وتزجره تارة أخري لكن بعض
الناس كالصخرة الصلداء يقع عليها الماء العذب الزلال فتجف في غمضة عين ويقع عليها
الزيت العكر فيبين على صلدُها بعض سنين صحيح ان أهل الإحسان بأنواعه المادي
والمعنوي يرجون من الله ما لا يرجونه من الناس لكن رب الناس جل وعلا يحسن إلى خله
بكل انواع الإحسان ويمن عليهم بانواع العطايا وهو غني مستغنيا عنهم في الأخرة والأولى
ومع هذا يحب ان يشكر ويذكر ويقول جل جلاله {هل جزاء الأحسان إلا الأحسان}.
السؤال الثاني: هل تعرف شيء مما ورد في تحريم أذية المسلم؟ نعم ( ) لا ( ).
قال صلى الله عليه وسلم:3(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه أبو داود وابن ماجه.وقال صلى الله عليه
وسلم:4(المسلم اخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يظلمه ولا يخذله ولا
يحقره) رواه مسلم
والترمذي.:وقال صلى الله عليه وسلم:5 (حسب أمريء من الشر أن
يحقر أخاه المسلم وفي رواية أن يحتقر أخاه المسلم) رواه احمد و مسلم وأبو داود. وقال صلى الله
عليه وسلم:6 ( أتدرون من المسلم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ثم قال: تدرون من المؤمن ؟ قالوا الله
ورسوله أعلم قال: من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم. والمهاجر من هجر - الشر-
فاجتنبه) رواه احمد
والبخاري. وقال صلى الله عليه وسلم7 :لا تؤذوا عباد
الله ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم. رواه البخاري في الأدب وقال صلى الله عليه وسلم8:(من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ، و من كشف عن عورة أخيه
المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه في قعر بيته) رواه الترمذي وابن ماجه. وقال صلى الله عليه
وسلم:9 ) أتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا
من لا درهم له ولا متاع. فقال صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة
بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب
هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما
عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) رواه مسلم. وفي صحيح البخاري: ذُكرت امرأة عند
النبي صلى الله وسلم تكثر من الطاعات لكن تؤذي جيرانها فقال:10(لا خير فيها هي في النار) دين الإسـلام كالبنيـان
يتألف من عدة أشياء يكمل بعضهـا بعض فلا يكفي القيام بالفرائض والإستكثار من
النوافل بل لا بد مع أداء
الفرائض ترك المحظورات وضبط سلوك
النفس في الأقوال والأفعال. قال ابن مسعود رضي الله عنه 11:من لم تنهه صلاته عن
الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)موقوف وصححه الألباني . وفي الحديث القدسي:12( إنما أتقبل الصلاة ممن
تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي وقطع النهار في ذكري ولم يبت مصرا على
معصيتي ورحم المسكين وابن السبيل ورحم المصاب والأرملة. أخرجه ابن المنذر في الترغيب والترهيب.
السؤال الثالث: هل تعرف شيء مما جاء في حسن الخلق؟ نعم ( ) لا (
).
قال صلى الله عليه وسلم:13(إن الرجل ليدرك بحسن خلقه
درجة الصائم القائم) رواه
أبو داوود واحمد. وقال صلى الله عليه وسلم:14(أكمل المؤمنين إيمانا
أحسنهم أخلاقا) رواه ابو داود والترمذي. وقال
صلى الله عليه وسلم:15(أن أقربكم مني مجلساً
يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)رواه احمد. وقال صلى الله
عليه وسلم:16(أنا زعيم - كفيل- ببيت في
أعلى الجنة لمن حسن خلقه) رواه أبو داود.وقال صلى الله عليه وسلم:17(ما من شيء أثقل في الميزان
من خلق حسن ) رواه أحمد والترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم:18 (وخالق الناس بخلق حسن) رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:19(وأتي إلى الناس ما تحب أن
يؤتوه إليك) رواه مسلم. ما تحب أن
يعاملك به الناس فعاملهم به مادام في حدود الشرع. ومن حسن الخلق الأمانة قال صلى
الله عليه وسلم20 (لا إيمان لمن لا أمانة له
ولا دين لمن لا عهد له) رواه الطبراني. ومن حسن الخلق التعقل والتثبت عند الغضب قال صلى
الله عليه وسلم: 21(ليس الشديد بالصرعة إنما
الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)متفق عليه. الرجالة والشــدة أن تلمك لسانك وجوارحك عند الغضب فهل
أنت إذا ما أغضبـــك أحد كبت جماح نفسك وترفعت عن البطش والهذر من القول
فتكون شديداً بحق. ومن حسن الخلق كظم الغيظ والعفو عن الناس قال تعالى في وصف
العقلاء المحسنين {والكاظمين
الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}. وهذا من أنبل وأرقى صفات ذوي الإيمان والخلق
الحسن.وقال تعالى:{ادفع
بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون} إذا أساء إليك إنسان فهل تدفع إليه بالكلمة التي
هي أحسن وتقابله بالتي هي أحسن قال سبحانه :{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} وهذا من أسما وأعظم نتائج الإحسان أن يصبح
المعادي لك بالأمس من الموالين والمحبين لك نتيجة مقابلة الإساءة بالصفح
والإحسان. قال الناظم:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ
فلطال ما أستعبد الناس إحسان.
السؤال الرابع:- هل تعرف شيء مما جاء في حقوق الجيران؟ نعم ( ) لا (
).
قال صلى الله عليه وسلم:22 (مازال جبريل يوصيني بالجار
حتى ظننت انه سيورثه)رواه
البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم :3 (و
الله لا يؤمن و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن. قالوا و ما ذاك يا رسول الله ؟
قال: جار لا يأمن جاره بوائقه) أي -غدراته و فجراته - خرجه الحاكم وقال على شرط الشيخين ،
البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم : 24(أعوذ بالله من جار سوء
في دار إقامة فإن جار البادية يتحول وفي رواية تراك عينه ويرعاك قلبه إن رآك بخير ساءه
وإن رآك بشر سرّه).
وقال صلى الله عليه وسلم:25 ( من كان مؤذياً لجاره من
غير حقّ حرمه الله ريح الجنة ومأواه النار ).رواه ..... وقال صلى الله وسلم:26 (والذي نفسي بيده لا يؤمن
أحدكم حتى يحب لجاره ما يحبه لنفسه) رواه مسلم. حسن الجوار من حسن الخلق من علامات الإيمان قال صلى
الله عليه وسلم:27 (من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يؤذي جاره)
رواه البخاري. حسن الجوار ليس مقصورا على جار البيت كما يظنه البعض بل حسن
الجوار يشمل الجوار في كل شي في الدار وفي المزرعة وفي المسرح والمراح وفي الزراب
وفي الخطوط والطرقات وفي محلات البيع – الدكاكين- الورش...الخ. كل ذلك يشمله حكم
حسن الجوار. كما أن وجوب حسن الخلق وحسن الجوار مخاطب به كل العقلاء مع المسلمين
وغيرهم رجالا ونساء كبار وصغار وهدا متفق عليه بين العلماء. ومن الضوابط في مثل هذه
الأمور المتقدمة قوله صلى الله عليه وسلم:28(لا ضرر ولا ضرار)رواه الإمام احمد . وقوله صلى الله عليه وسلم:29(من ضار أضر الله به ومن
شاق شق الله عليه)رواه ابن ماجه.
السؤال الخامس: هل تعرف شيء مما ورد في شهادة الزور؟: نعم ( ) لا ( )
يكفيك من ذلك أنها قرنت بالإشراك بالله عز وجل.
قال تعالى:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ
مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} و- الأوثان جمع وثن وهي
الأصنام- و- الزور - قول البهتان - وشهادة الزور - تعمد الكذب في
الشهادة. وقول الزور وشهادة الزور
من الكبائر التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم قال مخاطبا لأصحابه وللأمة من
بعدهم قال صلى الله عليه وسلم :30:ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر"؟ قالوا: بلى يا رسول الله
قال "الإشراك بالله وعقوق
الوالدين وكان متكئا فجلس ثم قال" ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور ألا
وشهادة الزور ، قال
الراوي فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت - أي شفقة عليه صلى الله عليه وسلم."
رواه البخاري ومسلم وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال 31(يا أيها الناس عدلت شهادة
الزور إشراكا بالله عز وجل. عدلت شهادة الزور إشراكا بالله عز وجل. عدلت شهادة
الزور إشراكا بالله عز وجل- ثم قرأ صلى عليه وسلم :{فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} رواه احمد وأبو داود
والترمذي وابن ماجه وعبد الرزاق في مصنفه، والطبراني في
الكبير. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال32:(لن تزول قدما شاهد زور
يوم القيامة حتى تجب له النار). رواه ابن ماجة والحاكم. وشهادة الزور أن تشهد لآخر أو تشهد
عليه بغير الحق وأنت تعلم. وعدلت أي إثمها مساويا للشرك الذي لا يغفره الله عز وجل
ويغفر ما دونه لمن يشاء . فيا شاهد الزور ما أسوا سعيك وما اخسر
عملك ظلمت نفسك وظلمت الناس للناس وبعت دينك بدنيا غيرك وأصبحت من الذين
يفسدون في الأرض ولا يصلحون وصرت عند الله خائنا تخفي بشهادتك الحق وتظهر الباطل
أما علمت أن :أخسر الناس من باع آخرته بدنياه وأخسر منه من باع آخرته بدنيا
غيره. نسأل الله العافية.
السؤال
6- هل تعرف شيء مما جاء في
صلت الأرحام و عمل المعروف ؟ نعم( )لا ( ).
لقد قرن المولى عز وجل بين التقوى وصلة الأرحام
في قوله سبحانه :{واتّقُوا
اللهَ الذي تَساءَلُونَ بهِ والأرحام إنّ اللهَ كانَ عليكُم رقيباً}.وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:33 (من سره أن يبسط في رزقه
وينسأ في أجله فليصل رحمه. ومعنى ينسأ أي يؤخر.
رواه البخاري. وعن ابن مسعود رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 34( صلة
الرحم تزيد في العمر )
حسنه المناوي في فيض القدير. و قال صلى الله عليه وسلم:35(صنائع المعروف تقي مصارع
السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر) رواه
الطبراني. وقال صلى الله عليه وسلم:36(لا تحقرن من المعروف شيئاً
ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان. وقال صلى الله عليه وسلم:37(وتبسمك في وجه أخيك
صدقة) و قال صلى الله عليه وسلم:38(الكلمة الطيبة صدقة))رواه الامام احمد وقال
صلى الله عليه وسلم: 39 (وتعين الرجل على دابته
فترفعه عليها أو ترفع له حاجته عليها صدقة)متفق عليه. إعانة الآخرين من ذوي الحاجات لاسيما
الأقرباء صدقة وعلامة من علامات الإيمان وحسن الخلق فينبغي أن يسعى الإنسان إلى
ذلك. صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان معتكفاً في المسجد ذات يوم فدخل رجل
وعلى وجه علامات الهم والغـم فقال له ابن عباس: ما لك يا ابن أخي؟ فقال: إن على
ديناً وقد حل أجله وليس عندي سداده. فقال ابن عباس: أتريد أن أكلم لك صاحب الدين
أن ينظرك إلى ميسرة قال: نعم. فأمسك بيده يمشيان في المسجد حتى إذا وصلا إلى الباب
قال الرجل: يا ابن عباس أنسيت أنك معتكف وأن المعتكف لا يخرج من المسجد. قال: كلا
ما نسيت ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 40 (لأن أمشي في حاجة أخي حتى
أثبتها أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً) وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال 41 ( أحب الناس إلى
الله انفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، ومن مشى مع
أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام،
وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)رواه الطبراني في الكبير وابن
أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
السؤال 7 -
هل تعرف شيء مما يجلب المحبة بينك وبين أخوانك المسلمين؟ نعم( ) لا(
).
قال صلى الله عليه وسلم:42( ألا أدلكم على شيء إذا
فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم:43(وتقرأ السلام على من عرفت
ومن لم تعرف)رواه احمد والبخاري. وفي
هذا الحديث، يأمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بإلقاء السلام على كل مسلم ليس إلا
على المعرفة فقط وفي الحديث:44 (إن من أشرا ط الساعة أن
يكون السلام على المعرفة) يعني ان الرجل لا يسلم إلا على من يعرف وذلك بسبب عدم العلم بأن
السلام عبادة من العبادات المأمور بها فالواجب إفشاء السلام بيننا ولا يعني هذا أن
يمشي أحدنا في الأسواق وهو يهذرم بالسلام كالمجنون لكن عندما تمر على قوم بجانب
الطريق أو تتقابل مع شخص في طريق ضيق مثلا أو تدخل في محل تلقي السلام وأنت تقصد
به كل من بداخل المحل والحاصل أن العاقل يعرف متى ينبغي إلقاء السلام. ورد السلام
واجب قال تعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا
بأحسن منها أو ردوها}وللتوضيح
"السلام عليكم" مثلها "وعليكم السلام" وأحسن منها
"وعليكم السلام ورحمة الله" وهكذا. ومن جوالب المحبة بين المسلمين الزهد فيما عند
الناس وعدم الشرهة عليهم جاء رجل للنبي صلى عليه وسلم فقال :يا رسول الله دلني على
شيء إن فعلته أحبني الله وأحبني الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: 45 (ازهد في الدنيا يحبك الله
وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)رواه ابن ماجه والحاكم ومن دواعي المحبة أيضا (الهدية)
حتى ولو كانت متواضعة قال صلى الله عليه وسلم :46 (تهادوا
تحابوا )أخرجه البخاري في
الأدب والبيهقي في شعب الإيمان. ومن أعظم طرق الخير وجوالب المحبة بين عامة الناس
وفي ذوي القربى بصفة خاصة الصدقة قال صلى الله عليه وسلم:47 (الصدقة
على المسكين صدقة- واحدة - وعلى ذي القربى اثنتان صدقة وصلة) رواه النسائي وابن
ماجه. وقال صلى الله عليه وسلم:48(أفضل الصدقة الصد قه على
ذي الرحم الكاشح)
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. والكاشح كثير الشرهة كثير المعاتبة وقد كاد
مجتمعنا أن يغفل عن هذا الجانب - الصدقة على الأقرب فالأقرب ـ حتى إذا أراد الله
به خيرا قيض من الأسباب ما رده إلى الحق والصواب مثل حادثة 11/سبتمبر 2001م حيث
تمت محاصرة كل التبرعات الموجهة للخارج واقفلت قنواتها فلله الحمد والمنة.
السؤال الثامن 8: هل تعرف شيء مما ورد في إصلاح ذات البين؟ نعم ( ) لا ( ).
لقد تواترت النصوص من القران والسنة في فضل
الإصلاح والحث عليه سواء أكان الخصماء أفرادا أو جماعات. وقد قرن الله سبحانه
الإصلاح بالتقوى قال تعالى(فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} سورة الأنفال أية رقم1. وإصلاح ذات البين من
الأعمال الخيرية الثلاثة التي أثنى الله على فاعلها حتى ولو لم يقصد احتساب الأجر
الأخروي لكون فيها منفعة ومصلحة متعدية إلى عباده سبحانه قال تعالى{لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر- بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} سورة النساء ايه
رقم114.
وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة
والصدقة وصيام التطوع قال صلى الله عليه وسلم: 49*( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول
الله قال: إصلاح ذات البين فإن فساد
ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) رواه الإمام مالك واحمد وأبو داود وابن
حبان في صحيحه. ولم يرد اشتراط جهة بعينها لتولي الإصلاح وكذلك لا يشترط في المصلح أن
يكون من ذوي التأهيل المتخصص كما يظن البعض أو يزعم بل يكفي أن يكون المصلح من ذوي
العدالة والدراية بما يصلح وأن تراضاه كل الأطراف المتنازعة وهذا متفق عليه بين
الفقهاء. و(ذات البين) ما بينك وبين اهلك
وإخوانك وأقربائك وبني عشيرتك من الرحم والصلة وكذلك ما بينك وبين إخوانك من سائر
المسلمين. و(الإصلاح) يكون بأمرين أن
تسعى كل الاطراف في تفادي ما قد يشوب صفو العلاقات الودية بينها - الامر الثاني
اصلاح التنازع اللي قد حصل ومحاولة محو أثرة بعد وقوعه. والمراد بالإصلاح على
المستوى الفردي هو أن تحسن علاقاتك مع من حصل بينك وبينهم النزاع وان تسعى في
إصلاح ما شجر بينك وبينهم ولو بإظهار ما يشعر بندمك على ما حصل وتسعى بقدر
المستطاع في محو آثاره بالتودد إليهم وتعفو وتصفح وتتغاضى عن بعض الهفوات وان تنسى
أو تتناسى ما قد حصل ومضى من الخلافات لا كما هو حال البعض لا ينسون ولا
يتناسون أبدا ما قد حصل من الهفوات التي لا يسلم منها إلا المعصوم حتى
في مجرد اختلاف وجهات النظر والله أسأل أن يصلح أمرنا ويلم شملنا ويجمع كلمتنا على الحق انه جواد
كريم وبالإجابة جدير.وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه
أجمعيــن
أخوكم/ إبراهيم بن علي بن مفرح الهلالي
جدة 25/2/1427هـ
المراجع
1- موسوعة اطراف الحديث النبوي/محمد زغلول.
2- الآداب الشرعية والمنح المرعية لأبن مفلح/تحقيق
شعيب الأرناؤوط .