الجمعة، يوليو 21، 2017

من عوائد بني هلال البرك

من عوائد بني هلال البرك
بسم الله وبحمده وأصلى وأسلم على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد فإن من المعلوم ان 

       طبيعة القبائل البدوية والمجتمعات الريفية تفرض عليها اتخاذ عوائد وأعراف يتهادون على بنودها ويرضون بقليلها وكثيرها وربما يجبرون في بعض الأحيان على الالتزام بمضامينها لحفظ حقوقهم وأعراضهم من عبث العابثين و اعتداء المعتدين  وهذا في كل بلدان العالم وليس عند القبائل العربية فحسب كما قد يظن البعض بل لا زالت الحاجة ماسة إلى هذه العوائد في بعض المجتمعات غير العربية أكثر لضعف السلطات في تلك البلدان.
ولبني هلال البرك عوائد تخصهم في بعض الخصال ويشتركوا مع غيرهم في البعض وأغلب العوائد متداخلة في ظاهرها لكن لكل عادة مصطلح وإجراء يخصها ومن تلك العوائد ما يلي:   

      الشواغبالشواغب المنذرات بالشر مجموعة من النساء مفردهن شاغبه واذا كان الشاغب رجلا يسمى صارخ والمقصود بالشواغب انه عند حصول "هده" مضاربة بين شخصين أو أكثر من قبيلتين تنطلق امرأة أو  امرأتين يطلقن صرخات متتابعة بصوت عالي تشبه إلى حد ما صوت سيارة النجدة سابقا مهمتهن استصراخ بقية قبيلتهم لنجدة الجماعة الحاصل عليهم المشكلة وبمجرد سماع تلك الاصوات يهرع الرجال إلى اسلحتهم ومن ثم ينطلقون نحو الشواغب ويسألونهن قائلين {ما خبر كم} فيعطونهم الخبر بالتفصيل وحينها يتجه الرجال في جماعات إلى موقع المشكلة وسرعان ما ينتشر الخبر عند اقرب قبيلة مجاورة للقبائل المتخاصمة فيلبسون اسلحتهم ويتجهون مباشرة للتدخل بين المتنازعين كطرف ثالث وهؤلاء يسمون "ذمامة" وسيأتي وصف مختصر للذمامة ان شاء الله أما الشواغب ففي الغالب تنتهي مهمتن عند اقرب أهل قرية أو محلة يصلونهم فإن كان لا زال أقوام من نفس القبيلة لم يبلغهم الخبر فإن الذين وصلهم الخبر يرسلون صارخاً أو شواغب غير الأولات و هكذا حتى يتم إخبار جميع أفراد القبيلة.

      ومثل الشواغب المعوطات إلا أن المعوطات الداعيات إلى الأفراح في حفلات الزواج حيث كان من عوائد بني هلال ومعظم قبائل تهامة عسير أن النساء هن اللواتي قيمن بالدعوة لحفلات الزواج حيث تذهب امرأة أو امرأتين إلى نساء القبيلة والمجاورين لهم ويدعين النساء مشافهة إلى حضور حفل بنت آل فلان في المكان البين ويسمونه "هود"وقد قدمت للهود وصف مختصر ربما أنه لا يوجد مثله في بابه وهو في مدونتي ضمن حكاوي من بادية بني هلال تحت عنوان الجن تحضر المناسبات.

الذمامه: من العوائد الحميدة بين القبائل أنه اذا حضر شخص مشاجرة بين اثنين سواء كانوا صغار أو كبار يسعى بينهم بالذمة يحاول التفريق بينهم ويقول ذمه يا رجال ذمه يا رجال, وفي هذه الحالة يسمى "ذميم للفرد وذمامة للجماعة "واذا كان الخلاف بين قبيلتين تأتي قبيلة ثالثة أو أكثر من القبائل المجاورة لوقف الاشتباك المسلح بين الأطراف المتنازعة او الحيلولة دون وقوعه فيبدؤون بأقرب قبيلة من جهتهم يسعون بالذمة أي يطلبون منهم إنهاء الاقتتال و قبول الصلح فإن قبلوا بالذمة توجهوا إلى القبيلة الأخرى يطلبون منهم كذلك قبول الذمة ويخبرونهم بأن آل فلان أو بني فلان شلوا الذمة يعني وافقوا على انها الاقتتال واللجوء إلى الصلح فإن قبلها الجميع اعتبر الذمامة عدلا بين كل الطرفين  و من العوائد في هذه الحالة انه اذا وافق على شل الذمة قبيلة ورفضت الاخرى فان الذمامة يعلمون القبيلة الرافضة بانهم سيقاتلون في صف القبيلة التي قبلت بمذمتهم وفي الغالب ان الجميع يوافق على شل الذمة لأنهم يعرفون هذه العادة مسبقا وهذا يوافق قوله تعالى{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}وبعد موافقة الجميع على الذمة يدعى العقلاء من كل الأطراف المتنازعة للاجتماع في مكان معين ووقت محدد للنظر في قضية النزاع وما حصل بسببها فإذا توافقوا على الصلح طالبهم العدول بتنصيب كفلاء من كل الطرفين يكفلون على الالتزام بما تم الاتفاق عليه ومن الملاحظ أن القضية التي تعرض على عقلاء القبائل تنتهي بالصلح المرضي لكل الأطراف في الغالب وفي وقت أقل بكثير من القضايا التي تصل إلى المحاكم الشرعية وليس لقصور في المحاكم وإنما لكثرة القضايا المعروضة عليهم مما يطيل بقاء المشكلة بدون حل لفترة من الزمن و بذلك يدع مجال لكثرة الأفكار والمشاور التي تزيد تعقيدا في القضية وتطيل من امدها والله المستعان.

(كفلاء الوفا وكفلاء الدفا): الكفلاء أو الضمناء عادة معروفة عند جميع القبائل وهي من أعلى درجات التوثيق في الإصلاح بين الأطراف المتنازعة كما في الحالة المتقدمة أو غيرها مثل نزاعات مساقي المزارع وحدودها وحدود حمى القبيلة والطرق والموارد وغير ذلك مما يستدعي تدخل العقلاء حيث يطلب العدول المصلحون كفيل أو أكثر من كل طرف من طرفي النازع على الالتزام بما تم الاتفاق عليه سواء كتب ذلك الاتفاق أو لم يكتب ويسمونهم "كفلاء الوفاء وكفلاء الدفاء" فكفلاء الوفا من قبل المعتدي يكفلون على المعتدي شخص كان أو أكثر إعطاء المعتدى عليهم ما يقرره لهم العدول مع عدم التعدي مرة أخرى وكفلاء الدفا من قبل المعتدى عليهم بأن لا يتعرضون للمعتدي أو احد أفراد قبيلته باي نوع من أنواع الأذى الذي قد يجر إلى وقوع النزاع مرة أخرى وبذلك تنتهي القضية وفي حال نقض كفالة الكفلاء فلل القبائل في هذه الحالة  إجراءات عقابية متعارف عليها منها:

العربة أو الشمية: والعربة أو الشيمة كالآتي: "العربة" بكسر العين وتفخيم الراء وفتح الباء و"الشيمة" بكسر الشين وسكون الياء وفتح الميم وبالرغم من البحث في المدونات التي تتكلم عن العوائد القبلية لم يظهر لي الفرق بين هذين المسميين فكل منها معناه ذبيحة و "علفها" بكسر العين وسكون اللام وكسر الفاء. والمراد بالعلف ما يحضر مع الذبيحة من الطعام أياً كان نوعه وكان أشهر ما يحضر مع ذبيحة الشيمة أو العربة في السابق " المرزوم "وهو عيش الذرة غير المخمر مفتوت بالمرقة وفي وسطه "حميس" زيت الشحم المذاب وتلك الذبيحة يلزم بها من حصل منهم نقض لمانصت عليه الكفالة بالإضافة إلى تقدير جناية الضرر الحاصل وهذه العادة شبيهة بالتعزير المعمول به في بعض فقرات  نظام المحاكم في المملكة العربية السعودية.  

الوجه: عادة معروفة عند غالبية القبائل و ابرز ما يحجبه الوجه  أربع حالات:الأولى أن يحصل على شخص أمر يخيفه إما بسبب منه أو بتوهم حصول ضرر من شخص أو أشخاص بينه وبينهم سوء تفاهم فيذهب ذلك الخائف إلى من يظن منه الحماية فيقول أنا أو تراني في وجهك من فلان أو آل فلان فإن قبل بالوجه لزمه حمايته مما يخاف وقد يختبئ عنده حتى تهدئ الامور وفي الغالب أن الوجاهة تكون مدتها وأسبابها معروفة لدى الطرفين و قد تكون في أمور أقل خطورة من غيرها.

الحالة الثانية: أن يكون لشخص طلب أو حق عند آخر سواء أكان ماديا أو معنويا فإذا وعد المطلوب الطالب قال له اكفل لي في وجهك فإن وافق مسح لحيته بيده اليمين مع قوله في جهي كذا وكذا وقد كان في الماضي تعتبر كفالة الوجه بمثابة سند توثيق طالت المدة أو قصرت.

الحالة الثالثة: أن يكون لشخص حق على آخر لا يستطيع   استخلاصه منه فيذهب إلى من يظن أنه قادر إنصافه فيقول ترى فلان في وجهك أن يعطيني حقي وهو كذا وكذا فإن قبل منه لزمه مطالبة الطرف الأخر.

الحالة الرابعة: أن يكون شخص يريد منع آخر من شيء ما ولكنه لا يستطيع فيذهب إلى من يظنه يستطيع منعه فيقول فلانا في وجهك عن كذا وكذا هذا هي أبرز مبيضات الوجه ومسوداته فإذا وفى بوجهه قيل بيض الله وجهه وإذا نكث أو فرط في حمى وجهه قيل سود الله وجهه.

النقو: النقو إجراء متعارف عليه عند بني هلال وبعض قبائل تهامة وله حالتين: الأولى/ إذا حصل من بعض الجهال مثلاً اعتداء على طرف آخر وكان ذلك التعدي دون ما له تقدير متعارف عليه فإنه في هذه الحالة يؤخذ المخطئ أو أحد أقربائه ويشحذ بشفرة في سنته "جبهته" شحذة خفيفة يسيل منها الدم ثم يعرض أمام صاحب الحق سواء أكان لوحده أو ضمن وفد من قومه مع طلب العذر مما حصل فإذا رضي أصحاب الحق نادوا بصوت يسمعه كل الحضور قائلين" بيض الله وجيهكم   بيض الله وجيهكم" وبذلك تنتهي القضية في حينها.

الحالة الثانية : أن يكون شخص تكرر منه أذى على أخر بما لا يوجب جناية فيذهب المتأذي لأحد العقلاء من جماعة المؤذي فيقول فلان في وجهك عن كذا وكذا فإذا قبل ذلك العاقل بهذا الطلب ذهب إلى  ذلك الشخص قائلا ترى فلان جعلك في وجهي لا عد تفعل كذا وكذا وفي الغالب أنه يشهد بعض العقلاء على هذا الأمر فإن عاد بعد ذلك لما نهي عنه أستوجب النقو على الصفة المتقدمة و يعبرون عنه بقولهم فجر في وجه فلان يعني في وجاهته وقد يضاف إلى النقو ذبيحة وعلفها على الصفة المتقدمة. 

الجيرة: الجيرة تحجب ما يحجبه الوجه وتزيد عليه بأن طالب الجيرة قد يكونوا جماعة وأنها تتطلب موافقة عقلاء المجير و أنه يلزم المستجير في الغالب الانتقال بالبدن والمال والولد إلى ديار المجير والجيرة لها ثلاث حالات "جيرة المسكن وجيرة الخائف وجيرة المعتب". فأما جيرة السكن و جيرة الخائف فقد وردة فيها نصوص شرعية أحالتها من عادة إلى عبادة وهي معروفة للجميع مثل قوله صل الله عليه وسلم "أجرنا من أجرتي يا أم هانيوبقي جيرة المعتب وقد بحثت عنها فلم اجد لها مستند شرعي فيما وقفت عليه  غير أنها داخلة ضمن الأعراف القبلية وتعرف عند بعض القبائل بالدخيل وهي تشبه اللجوء السياسي في بعض صفاته و صفتها أن يذهب شخص إلى عشيرة غير عشيرته اصالة عن نفسه أو نيابة عن قومه فيقول أنا لي معتب على قبيلتي أو عشيرتي وارغب في جواركم ويسمى عندنا مستجور فإن قبلوا به لزمه ما يلزمهم و لزمهم ما يلزمه حسب عوائدهم واعرافهم و المستجور له ثلاث حالات الأولى: أن يطلب من مجيره إنصافه ممن له المعتب عليهم وفي هذه الحالة يطلب منه مبلغ مالي رهن  مقابل المطالبة له بالحق فإن ظهر له حق رد له رهنه وإن لم يظهر له حق فالمجير له الخيار إما أن يرفض إجارته لعدم ما يوجب الجيرة ويرد له رهنه وإما أن يمضي له الجيرة ويجعل ما دفعه في خزانة القبيلة وهذه الصفة كانت ضمن بعض أنظمة الدوائر الحكومية أعني دفع مبلغ من المال مقابل البحث عن مظنة الحق.


      الحالة الثانية: أن تطالب برجوعه عشيرته الأصلية وفي هذه الحالة يلزم العشيرة التي قبلت بالمستجير الوقوف معه بصفة محايده فإن ظهر له حق استوثقوا له وحق له البقاء عندهم حتى يستأفي حقه وإن لم يظهر له حق او اتضح انه المخطئ لزمهم ارجاعه ولو  بالقوة أو التخلي عنه إذا اصرت عشيرته على رجوعه.

:الحالة الثالثةأن يطلب الجيرة دون أن يكون طالب ولا مطلوب وهذا راجع لقبول المجير به أو عدم قبوله كما تقدم وفي الغالب أن عشيرة المستجير يطلبون رجوعه حتى لا يفتح باب لتهرب أفراد العشيرة لأتفه الأسباب.  

  المعدال: المعدال له حالتين الأولى/ أن يدعي احد الأشخاص على أخر دعوى يكون مثلها مستغرب على المدعى عليه فيطلب العدل من المدعي وضع معدال بندقيته أو جنبية رهن يبرهن به على صدقه فإن ثبتت دعواه رد له معداله و إن اتضح أنه افترى على المدعى عليه اعطي المعدال للمفترى عليه وهذه الحالة لا تكاد تعرف عند بني هلال وإنما المعروف عندهم الحالة الآتية. 

      الحالة الثانية للمعدال: اذا اختلف أثنان على شيء وليس هناك ما يرجح أحقية طرف على الطرف الأخر في ذلك الشيء فإنه يطلب ممن هو بحوزته تعديله أي وضعه عند أحد العقلاء حتى يحضر كل ممن يدعي أنه الأحق به ما لديه من البينات وعلى من وضُع المعدل عنده اختيار عدول يرضاهم الجميع للنظر في دعوى كل من المختلفين فإن ترجحت حجة أحد الأطراف حكم له به وإلا شطر بينهما شطرين " قسم نصفين  اذا كان مما يمكن تشطيره".

الخاتمه/ لها حالتين الأولى:اذا اخطاء شخص على اخر اما بكلام او فعل فان المخطئ يقدم لصاحب الحق خاتمه وفي العادة تكون بندقية او جنبيه مع جفيرها -غمدها- او شفرة مع غلافها وهي دليل على الاعتراف بذلك الخطأ فاذا قبلها صاحب الحق دل على قبوله الصلح وحينها يبدأ دور العقلاء من كل الطرفين وفي الغالب انه يتم العفو في مثل هذه الحالة في حينها.

     الحالة الثانية: اذا وجد صاحب مزرعة حيوانات بالنهار في مزرعته فإنه يمسك بعضها فإذا حضر راعيها في نفس الوقت لزمه أن يقدم خاتمة لصاحب المزرعة مقابل اطلاق سراح التي امسكها مع إلتزام صاحبها بدفع الخسارة لصاحب البلاد كالآتي:

الخسارة: مصطلح يعبر به عن تعويضات ماليه يدفعها أصحاب المواشي مقابل التليفيات التي تحدثها مواشيهم في مزارع  الغير فان وجد صاحب المزرعة تلك المواشي حين وقوعا في مزرعته حبسها(*)عنده كلها أو بعضها حتى يأتي مالكها فيضمن له بدفع الخسارة ولها مقدار يكاد يكون متعارف عليه  عند كل قوم وقد كانوا في الماضي يأخذون الخسارة على ما اتلفته المواشي بالنهار وهو  مخالف للسنة فعن حرام بن محيصه: ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان على اهل الحوائط حفظها بالنهار وان حفظ الماشية بالليل على اهلها وان ما افسدت المواشي بالليل ضامن على اهلها" أي يلزم أهل المواشي بدفع قيمة ما أتلفته بالليل وعلى هذا الحديث يقاس ما تتسبب فيه الحيوانات من حوادث للسيارات على الطرق بالليل او بالنهار  فإن كان الحادث بالنهار فضمان  ما تلف من الحيوان على صاحب السيارة وإن كان الحادث بالليل فضمان تلفيات السيارة ومن فيها على أصحاب المواشي وقد كان هذا ضمن أنظمة المرور في المملكة ولكن قد حصل فيه تعديل فيما يخص الإبل.
(*) هامش/ حبس المواشي لمدة يلحقها ضرر من جوع أو عطش ونحوه لا يجوز شرعا ولو  مات بعضها أو كلها أثناء الحبس أو تلف  بعض أعضائها أو حبسها وهي لبون فعطب احد ثدييها بسبب تجمع الحليب فيه لزم من حبسها ضمانها في كل ما ذكر من الحالات.   

الحناسه: يقصد بالحناسة مسائلة المتهم بسرقة بعض المواشي حيث يأتي صاحب الماشية إلى من يظن أنه هو سارق ماشيته فيكلمه أو يكلم بعض عقلائه قائلا لي تهمة في فلان أنه أخذا علي كذا وكذا ثم يدلي بسبب التهمة أمام العقلاء من ذوي المتهم سواء أكان المتهم شخص أو أكثر فإن كان لصاحب المفقودات بينه طلب منه العقلاء احضار بينته  مالم يعترف المتهم وإن كان ليس له بينة فإنه يطلب من المتهم وعاقلته أن يحلفون له "يمين قطع ويمين علم "فيمين القطع أن يحلف المتهم بالله أنه ليس هو من أخذا ضائعة فلان ويسميها من أي نوع كانت إبل أو بقر أو غنم وهكذا و يمين العلم أن يحلف عاقلة المتهم أنه لا يعلم من أخذا ضائعة فلان ويسميها كما تقدم وفي الغالب أن المتهم لا يحلف إذا كان هو من أخذا تلك الضائعة مع ما هم عليه من الجهل
   ولقد كان من الأفكار السائدة عند بني هلال وقبائل تهامة عسير انتقاص من لا يقارف بعض المعاصي المنتشرة في تلك الحقبة لاسيما مخالطة النساء والسرقة  بل كانوا يرون السرقة من صفات الشجعان فيسرق بعضهم على بعض و يتمثلون زوراً وبهتاناً قول القائل "اسرق السارق يرضى عليك الله"ومن لا يفعل مثل فعالهم يقولون عنه"مسكين لا يشبع نفسه من جوع "أو " لا يعشي نفسه من طوى" و من له باع في الجرائم و المعاصي يرونه فارس الميدان يصدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم "يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا" حتى من الله عليهم بالخروج من ظلمات الجهل إلى نور العلم و الأمن والأمان و عرف ذلك بالصحوة الدينية التي بدأت أول لوامع نورها في تهامة عسير على وجه الخصوص في الثمانينات الميلادية الموافقة للعام الهجري 1400هـ إلى أن بلغت أوجها 1410هـ. وكان أبرز أعلامها في منطقة عسير "الحجاز وتهامة" الشيخ/سعيد بن مسفر القحطاني. 
      والشيخ/عايض القرني وغيرهم من الدعاة والوعاظ الذين كانوا يأتون في حملات من مراكز الدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة يلقون محاضرات في مساجد القرى والأسواق الأسبوعية حتى إنجلة ظلمة الجهل وسطع نور العلم ولله الحمد المنه والشكر والتقدير لأصحاب الجهود الخيرة من ولاة أمرنا وعلمائنا و هذا آخر ما تذكرته من عواد بني هلال مما يمكن الحديث عنه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
                                                        كتبه ابراهيم بن علي بن مفرح المقروي الهلالي 13-4-1438هـ. محايل عسير
تنويه للقراء الكرام:من له أي ملاحظة يكتبها لي في خانة التعليقات لكي يتسنى  لي التوضيح وشكرا للجميع.
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق